وقوله تعالى : { وَقَالَت طَّائِفَةٌ مّنْ أَهْلِ الكتاب ءامِنُواْ بالذي أُنزِلَ عَلَى الذين ءامَنُواْ وَجْهَ النهار . . . } [ آل عمران :72 ] .
أخبر اللَّه سبحانه في هذه الآيةِ أنَّ طائفة من اليهودِ مِنْ أحبارهم ذهَبَتْ إلى خديعة المسلمين بهذا المَنْزَع ، قال قتادة ، وغيره : قال بَعْضُ الأحبار : لنظهر الإيمان بمحمَّد صَدْر النَّهار ، ثم لنكْفُر به آخر النهار ، فسيقول المُسْلِمُون عنْد ذلك : ما بَالُ هؤلاءِ كَانُوا مَعَنا ثم انصرفوا عَنَّا ، ما ذاك إِلاَّ لأنهم انكشفت لهم حقيقةٌ في الأمر ، فيشكُّون ولعلَّهم يَرْجِعُون عن الإِيمان بمحمَّد ، قال الإِمام الفَخْر : وفي إِخبار اللَّه تعالى عن تواطئهم على هذه الحِيلَةِ من الفائدة وجوهٌ :
الأولُ : أنَّ هذه الحِيلَةَ كَانَتْ مخفيَّةً فيما بينهم ، فلما أَخْبَرَ بها عنهم ، كان إخباراً بمغيَّب ، فيكون مُعْجِزاً .
الثاني : أنه تعالى ، لما أطْلَعَ المؤمنينَ على تواطئهم على هذه الحيلة ، لَمْ يحصل لهذه الحيلة أثرٌ في قلوب المؤمنين ، ولولا هذا الإِعلام ، لأمكن تأثيرها في قَلْب من ضَعُفَ إِيمانه .
الثالث : أنَّ القوم لما افتضحوا في هذه الحيلة ، صار ذلكَ رَادِعاً لهم عن الإِقدام على أمثالها من الحِيَلِ والتَّلْبِيسِ ، اه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.