فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَقَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ ءَامِنُواْ بِٱلَّذِيٓ أُنزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَجۡهَ ٱلنَّهَارِ وَٱكۡفُرُوٓاْ ءَاخِرَهُۥ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (72)

قوله : { وَقَالَت طائِفَةٌ منْ أَهْلِ الكتاب } هم رؤساؤهم ، وأشرافهم ، قالوا للسفلة من قومهم هذه المقالة . ووجه النهار : أوّله ، وسمي وجهاً ؛ لأنه أحسنه قال :

وتُضِئُ في وَجْهِ النَّهار مُنِيرةً *** كجُمَانَة البحري سُلَّ نظامُها

وهو : منصوب على الظرف ، أمروهم بذلك لإدخال الشك على المؤمنين ، لكونهم يعتقدون أن أهل الكتاب لديهم علم ، فإذا كفروا بعد الإيمان وقع الريب لغيرهم ، واعتراه الشك ، وهم لا يعلمون أن الله قد ثبت قلوب المؤمنين ، ومكن أقدامهم ، فلا تزلزلهم أراجيف أعداء الله ، ولا تحركهم ريح المعاندين .

/خ74