الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ ءَامِنُواْ بِٱلَّذِيٓ أُنزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَجۡهَ ٱلنَّهَارِ وَٱكۡفُرُوٓاْ ءَاخِرَهُۥ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (72)

قوله : ( وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنَ اَهْلِ الكِتَابِ آمَنُوا ) الآية [ 71 ] .

معناها أن اليهود قال بعضهم لبعض : آمنوا بالنبي وما أنزل إليه أول النهار ، واكفروا آخره لعلهم يرجعون معكم .

وقال ابن عباس : نظر( {[10188]} ) اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الصبح إلى بيت المقدس ، فأعجبهم ذلك ، ثم حولت القبلة في صلاة الظهر إلى الكعبة ، فقالت اليهود : ( آمِنُوا بِالذِي أُنْزِلَ عَلَى الذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ ) أي بصلاة الصبح إذا صلوها إلى بيت المقدس ( وَاكْفُرُوا آخِرَهُ ) أي : بصلاة الظهر لأنهم صلوها إلى الكعبة ( لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) إلى قبلتكم( {[10189]} ) .

وقال السدي : قالت اليهود لضعفائها( {[10190]} ) : آمنوا بمحمد أول النهار ، فإذا كان بالعشي قولوا( {[10191]} ) : قد عرفنا علماؤنا أنكم لستم على شيء لعلهم يرجعون عن دينهم ويشكون فيه( {[10192]} ) .


[10188]:- تظهر.
[10189]:- انظر: إعراب النحاس 1/342، والمحرر 3/123 والجامع للأحكام 4/111.
[10190]:- (د): لبعضها.
[10191]:- (ج): فقولوا.
[10192]:- انظر: جامع البيان 3/310 والدر المنثور 2/241.