{ وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتي أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم }
وجه النهار : أوله سمي وجها لأنه أول ما يواجهك منه .
72- { وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون } .
قال الحسن والسدى : تواطأ اثنا عشر رجلا من أحبار يهود خيبر وقرى عرينة وقال بعضهم لبعض : ادخلوا في دين محمد أول النهار باللسان دون الاعتقاد واكفروا آخره وقولوا إنا نظرنا في كتبنا وشاورنا علماءنا فوجدنا محمد ليس بذلك وظهر لنا كذبه وبطلان دينه فإذا فعلتم ذلك شك أ صحابه في دينهم ، وقالوا إنهم أهل كتاب وهو اعلم به فيرجعون عن دينهم إلى دينكم . . ( 185 ) واخرج ابن جرير عن مجاهد قال ( صلت يهود مع محمد صلاة الصبح وكفروا آخر النهار مكرا منهم ليروا الناس قد بدت لهم منه الضلالة بعد أن كانوا اتبعوه ) ( 186 ) . قال الشيخ محمد عبده : هذا النوع الذي تحكيه الآية من صد اليهود عن الإسلام مبني على قاعدة طبيعية في البشر وهي ان من علامة الحق ألا يرجع عنه من يعرفه وقد فقه في هذا هرقل صاحب الروم فكان مما سأل عنه أبا سفيان من شؤون النبي صلى الله عليه وسلم عندما دعاه إلى الإسلام ( هل يرجع عن دين محمد من دخل فيه ؟ فقال أبو سفيان : لا ) .
وقد أرادت هذه الطائفة ان تغش الناس من هذه الناحية ليقولوا لو أن ظهر لهؤلاء بطلان الإسلام لما رجعوا عنه بعد ان دخلوا فيه واطلعوا على باطنه وخوافيه إذ لا يعقل ان يترك الإنسان الحق بعد معرفته ويرغب عنه بعد الرغبة فيه بغير سبب .
قال الرازي : الفائدة من إخبار الله تعالى عن تواطئهم على هذه الحيلة من وجوه :
الأول : ان هذه الحيل كانت مخفية فيما بينهم وما أطلعوا عليها أحد من الأجانب فلما أخبر الرسول عنها كان ذلك إخبار عن الغيب فيكون معجزا .
الثاني : انه تعالى لما اطلع المؤمنين على تواطئهم على هذه الحيلة لم يحصل لها اثر في قلوب المؤمنين ولولا هذا الإعلام لكان ربما أثرت في قلب بعض من في إيمانه ضعف .
الثالث : أن القوم لما افتضحوا في هذه الحيلة صار ذلك رادعا لهم عن الإقدام على أمثالها من الحيل والتلبيس .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.