الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ حِينَ تُمۡسُونَ وَحِينَ تُصۡبِحُونَ} (17)

وقوله تعالى : { فَسُبْحَانَ الله } [ الروم : 17 ] .

خطابٌ للمؤمنين بالأمر بالعبادة والحضِّ على الصلاة في هذه الأوقات ، كأنه يقول سبحانه : إذا كان أمر هذه الفرق هكذا من النقمة والعذاب ، فجِدَّ أيها المؤمن في طريق الفوز برحمة اللّه ، ورَوَى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ { فَسُبْحَانَ اللّه حين تمسون وحين تصبحون } إلى قوله : { وكذلك تخرجون } [ الروم : 19 ] .

أَدْرَكَ مَا فَاتَهُ فِي يَوْمِه ذَلِكَ ، وَمَنْ قَالَهُنَّ حِينَ يُمْسِي أَدْرَكَ مَا فَاتَهُ فِي لَيْلَتِهِ ) رواه أبو داود ، انتهى من «السلاح » .

قال ابن عباس وغيره : في هذه الآية تنبيهٌ علَى أربع صلواتٍ : المغرب ، والصبح ، والظهر ، والعصر ، قالوا : والعشاءُ الأخيرةُ هي في آية أخرى : في زلف الليل ، وقد تقدم بيانُ هذا مُسْتَوْفَى في مَحَاله .