تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ حِينَ تُمۡسُونَ وَحِينَ تُصۡبِحُونَ} (17)

الآية 17 وقوله تعالى : { فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون } قوله : { فسبحان الله } فهمت الأمة من قوله : { فسبحان الله } الصلاة ، أي صلوا لله . ولو كانت أفهام أهل زماننا هذا لكانوا لا يفهمون سوى التسبيح المذكور .

ثم يحتمل تسميتهم التسبيح صلاة وفهمهم منه ذلك لوجهين :

أحدهما : لما في الصلاة تسبيح ، فسموها بذلك لما فيها ذلك .

[ والثاني ]( {[15937]} ) : لما أن التسبيح تنزيه ، والصلاة من أولها إلى أخرها تنزيه الرب لأن فيها إظهار الحاجات إليه والعجز والضعف ، ومنها تعظيم الرب وإجلاله ووصفه بالجلال والرفعة . ففهموا من التسبيح الصلاة لما ذكرنا لما هي في( {[15938]} ) تنزيه الرب من أولها إلى آخرها .

ثم منهم من قال : إن الصلوات الخمس ذكرت في هذه الآية [ والتي تليها ]( {[15939]} ) بقوله : { فسبحان الله حين تمسون } صلاة المغرب والعشاء الآخرة { وحين تصبحون } صلاة الفجر { وعشيا } صلاة العصر { وحين تظهرون } صلاة الظهر .

ومنهم من يقول : لا بل ذكرت [ فيهما أربع ]( {[15940]} ) صلوات { حين تمسون } المغرب { وحين تصبحون } الفجر { وعشيا } العصر { وحين تظهرون } الظهر . وأما العشاء الآخرة ففي قوله : { ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم } [ النور : 58 ] والله أعلم .


[15937]:في الأصل وم: أو.
[15938]:في الأصل وم: من.
[15939]:ساقطة من الأصل وم.
[15940]:في الأصل وم: فيها أربع.