الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ حِينَ تُمۡسُونَ وَحِينَ تُصۡبِحُونَ} (17)

ثم قال تعالى ذكره : { فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون } سبحان مصدر مؤدي عن معنى سبحوا الله تسبيحا في هذه الأوقات الأربعة ، أي : نزهوه من السوء .

وقيل : سبحان مأخوذ من السبحة ، والسبحة الصلاة{[54658]} ، وسبحة الضحى : وقرأ عكرمة : " حينا تمسون وحين تصبحون " ، بتنوين حين{[54659]} ونصبه في الوجهين على الظرف . والتسبيح هنا الصلاة ، فالمعنى صلوا أيها المؤمنون حين تمسون صلاة المغرب والعشاء الآخرة ، وحين تصبحون صلاة الصبح ، وعشيا صلاة العصر ، وحين تظهرون صلاة الظهر .


[54658]:انظر: الصحاح مادة "سبح" 1/327، والجامع للقرطبي 14/15
[54659]:انظر: المختصر لابن خالويه 116، والمحتسب لابن جني 2/163، وإعراب النحاس 3/268، والمحرر الوجيز 12/250، والبحر المحيط 7/166، وقد علل ابن جني قراءة عكرمة بقوله: "أراد حينا تمسون فيه. فحذف (فيه) تخفيفا"