الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ ثَمَرَٰتٖ مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهَاۚ وَمِنَ ٱلۡجِبَالِ جُدَدُۢ بِيضٞ وَحُمۡرٞ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٞ} (27)

وقوله : { وَغَرَابِيبُ سُودٌ } لفظان لمعنى واحدٍ ، وقَدَّمَ الوصفَ الأبلغَ ، وكان حقُّه أن يتأخرَ ، وكذلك هو في المعنى ؛ لكنَّ الكلامَ العربِ الفصيحَ يأتي كثيراً عَلى هذا النحو ، والمعنى : ومنها ، أي : من الجبال ؛ سودَ غرابيبُ ، ورُوِي عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنَّ اللّهَ يَبْغَضُ الشَّيْخَ الْغَرِبيبَ " ؛ يعني : الذي يَخْضُبُ بالسَّوَادِ .