الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَحۡيَآءُ وَلَا ٱلۡأَمۡوَٰتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُسۡمِعُ مَن يَشَآءُۖ وَمَآ أَنتَ بِمُسۡمِعٖ مَّن فِي ٱلۡقُبُورِ} (22)

وقوله سبحانه : { وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي القبور } تمثيلٌ بما يُحِسُّه البشرُ ويَعْهَدُه جميعاً من أن الميتَ الشخصَ الذي في القبر لا يسمعُ ، وأما الأرواحُ فلا نقول إنها في القبر ، بل تَتَضَمَّنُ الأحاديثُ أن أرواح المؤمنين ؛ في شجر عند العرش ، وفي قناديلَ وغير ذلك ، وأن أرواح الكفرةِ في سجين ، ويجوز في بعض الأحيان أن تكون الأرواح عند القبور ؛ فربما سمعت ، وكذلك أهل قَلِيبِ بَدْرٍ إنما سمعت أرواحهم ؛ فلا تعارض بين الآيةِ وحديث القُليبِ .