الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ٱرۡكُضۡ بِرِجۡلِكَۖ هَٰذَا مُغۡتَسَلُۢ بَارِدٞ وَشَرَابٞ} (42)

فاسْتَجَابَ له وقَال : { اركض بِرِجْلِكَ } فَرُوِيَ أَن أيوب رَكَضَ الأرض فَنَبَعَتْ له عينُ ماءٍ صافيةٌ باردةٌ ؛ فشرِبَ منها ، فذهَبَ كُلُّ مَرَضٍ في دَاخِلِ جَسَدهِ ، ثم اغْتَسَلَ فذهبَ ما كانَ في ظاهِر بَدَنِه ، ورُوِيَ أن اللَّه تعالى وَهَبَ له أهلَه ومالَه في الدنيا ، ورَدَّ من ماتَ منهم ، وما هلكَ من ماشيته وحالِه ، ثم باركَ له في جميعِ ذلك ، ورُوِيَ أن هذا كلَّه وُعِدَ به في الآخِرَة ، والأول أكْثَرُ في قول المفسِّرين .

( ت ) : وعن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : " مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ ، إذَا أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ حُزْنُ : اللَّهُمَّ ، إني عَبْدُكَ وابْنُ عَبْدِكَ وابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسم هُوَ لَكَ ؛ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوِ استأثرت بهِ في عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ العَظِيمَ رَبِيعَ قَلْبِي ، وَنُورَ صَدْرِي ، وَجَلاَءَ حُزْنِي ، وَذَهَابَ هَمِّي ، إلاَّ أذْهَبَ اللَّهُ غَمَّه وَأبدَلَه مكَانَ حُزْنِهِ فَرَحَاً " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ : أيَنْبَغي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَذِهِ الكَلِمَاتِ ؟ قَالَ : " أَجَلْ ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ " قال صاحب «السِّلاَح » : رواه الحاكم في «المُسْتَدْرَكِ » ، وابن حِبَّان في «صحيحه » : وروينَاهُ من طريقِ النوويِّ عنِ ابن السُّنِّيِّ بسندهِ عَنْ أبي موسى الأشْعَرِيِّ ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه : " أنا عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابنُ أَمَتِكَ في قَبْضَتِكَ " وفيه : " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ : " إنَّ المَغْبُونَ لَمَنْ غُبِنَ هَؤُلاَءِ الكلماتِ ، فَقَالَ : أَجَلْ ، فَقُولُوهُنَّ وَعَلِّمُوهُنَّ ؛ مَنْ قَالَهُنَّ ، التماس مَا فِيهِنَّ أَذْهَبَ اللَّهُ تعالى حُزْنَهُ وَأَطَالَ فَرَحَه " انتهى .