الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (29)

وقوله تعالى : { كتاب أنزلناه إِلَيْكَ مبارك لّيَدَّبَّرُواْ آياته } قال الغَزَّالِيُّ في «الإحْيَاءِ » : اعْلَمْ أن القرآن مِنْ أَوَّلِه إلى آخِرِه تحذيرٌ وتخويفٌ لاَ يَتَفَكَّرُ فيه مُتَفَكِّرٌ إلا وَيَطُولُ حُزْنُهُ ، وَيَعْظُمُ خَوْفُه إنْ كَانَ مُؤْمِناً بِمَا فِيه وَتَرى النَّاسَ يَهْذُّونَهُ هَذًّا ، يُخْرِجُونَ الحُروفَ مِنْ مُخَارِجِها ، ويَتَنَاظَرُونَ على خَفْضِها ورَفْعِها وَنَصْبِها ، لاَ يَهُمُّهُمْ الالتِفَاتُ إلى مَعانِيها والعملِ بما فِيها ، وَهَلْ في العِلم غُرُورٌ يَزِيدُ على هذا ، انتهى من كِتَابِ «ذَمِّ الغُرُور » .