الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَسَخَّرۡنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجۡرِي بِأَمۡرِهِۦ رُخَآءً حَيۡثُ أَصَابَ} (36)

وقوله تعالى : { فَسَخَّرْنَا لَهُ الريح } الآية ، كَانَ لسليمانَ كُرْسِيٌّ فيه جنودُهُ ، وتأتي عليه الريحُ الإعصارُ ، فَتَنْقُلُهُ من الأرضِ حتى يَحْصُلَ في الهواء ، ثم تتولاَّهُ الرُّخَاءُ ؛ وهي اللَّيِّنَةُ القويَّةُ لا تَأْتِي فيها دُفْعٌ مُفْرِطَةٌ فَتَحْمِلُهُ ؛ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ، و{ حَيْثُ أَصَابَ } : معناه : حيثُ أراد ؛ قاله وهْبٌ وغيره ، قال ( ع ) : وَيُشْبِهُ أنَّ ( أَصَابَ ) معدي صَابَ يَصُوبُ ، أي : حيث وَجَّه جنودَه ، وقال الزَّجَّاج : معناه : قصدَ ، ( ت ) وعليه اقْتَصَرَ أبو حيَّان ؛ فإنه قال : أصاب : أي قَصَدَ ؛ وأنْشَد الثعلبيُّ :

أَصَابَ الكَلاَمَ فَلَمْ يَسْتَطِع *** فَأَخْطَأ الجواب لَدَى المَفْصِلِ

انتهى .