وقوله تعالى : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادعوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ } آيةُ تَفَضُّلٍ ونِعْمَةٍ وَوَعْدٍ لأمَّةِ محمَّدِ صلى الله عليه وسلم بالإجابَةِ عنْدَ الدُّعَاءِ ؛ قال النوويُّ : ورُوِّينا في «كتاب الترمذيِّ » عَنْ عُبَادَةِ بْنِ الصَّامِتِ ، أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَا عَلَى الأَرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللَّهَ تعالى بِدَعْوَةٍ إلاَّ آتَاهُ إيَّاهَا أَوْ صَرَفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا مَا لَمْ يَدْعُ بِإثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ، فقالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ : إذَنْ نُكْثِرَ ، قَالَ : اللَّهُ أَكْثَرُ " قَال الترمذيُّ : حَديثٌ حسنٌ صحيحٌ ، وَرَوَاهُ الحاكِم في «المستدرك » من رواية أبي سعيد الخُدَرِيِّ ، وزاد فيه : ( أَو يَدَّخِرَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَهَا ) ، انتهى .
قال ابنُ عَطَاءِ اللَّهِ : " لاَ يَكُنْ تَأَخّرُ أمَدِ العَطَاءِ مَعَ الإلْحَاحِ في الدُّعَاءِ مُوجِباً لِيَأْسِكَ ؛ فهُو ضَمِنَ لَكَ الإجَابَةَ فِيمَا يختارُ لكَ لاَ فِيمَا تختَارُ لنفسِكَ ، وفي الوَقْتِ الذي يُرِيدُ لاَ في الوَقْتِ الذي تُرِيدُ " انتهى . وعن أبي هريرةَ قال : قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم : " يَقُولُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، وأَنَا مَعَهُ إذَا دَعَاني " رواه الجماعةُ إلاَّ أَبا داود : واللفظ لِمُسْلِمٍ ، انتهى من «السِّلاَح » . وقالت فرقة : معنى { ادعوني } : اعبدوني ، و{ أَسْتَجِبْ } معناه : بِالنَّصْرِ والثوابِ ؛ ويدلُّ على هذا قوله : { إِنَّ الذين يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي } الآية ، ( ت ) : وهذا التأويلُ غَيْرُ صحيحٍ ، والأولُ هو الصَّوَابُ إن شاء اللَّه ؛ للحَدِيثِ الصحيحِ ؛ فَقَدْ رَوَى النعمانُ بنُ بَشِيرٍ رضي اللَّه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ( الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ ) . وقرأ : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادعوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الذين يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } ، رواه أبو داودَ والترمذي والنسائي وابنُ ماجه والحاكم وَابن حِبَّان في «صَحيحهما » ؛ وقال الترمذيُّ ، واللفظ له : حديثٌ حسَنٌ صحيحٌ ، وقال الحاكم : صحيحُ الإسناد ، انتهى من «السِّلاَح » والدَّاخِرُ ، الصَّاغِرُ الذَّلِيلُ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.