الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (60)

ثم قال تعالى ذكره : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } ، أي : اعبدونني وأخلصوا العبادة لي{[59795]} أجب دعاءكم فأعفو عنكم وأرحمكم .

قال ابن عباس : ادعوني{[59796]} أستجب لكم ووحدوني{[59797]} أغفر لكم{[59798]} .

وروى النعمان بن بشير{[59799]} عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : الدعاء هو العبادة وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { وقال ربكم ادعوني } الآية{[59800]} .

ويدل على أن الدعاء العبادة قوله تعالى : { إن الذين يستكبرون عن عبادتي } ، ومعناه : إن الذين يتعظمون عن إفرادي بالعبادة والإخلاص لي .

{ سيدخلون جهنم داخرين } أي صاغرين{[59801]} ، قاله السدي وأبو عبيدة{[59802]} .

وقال السدي : يستكبرون على عبادتي ، أي : عن دعائي{[59803]} .


[59795]:(ت): إلى.
[59796]:(ت): هو دعوني.
[59797]:(ت): أو وحدوني.
[59798]:انظر: جامع البيان 24/51، والمحرر الوجيز 14/150، والدر المنثور 7/300.
[59799]:هو النعمان بن بشير بن سعد أبو عبد الله الخزرجي الأنصاري، من أجلاء الصحابة شهد صفين مع معاوية، توفي سنة 65 هـ. انظر: الاستيعاب 4/1496 ت 2614، والكامل 1/684 و2/110، والإصابة 3/559 ت 8728.
[59800]:أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة 2 باب الدعاء 358 ج 1479، والترمذي في أبواب التفسير (سورة البقرة) ح ح 4049 ج 11/93، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه في كتاب الدعاء 34 ب 1 ح وأحمد 4/267 و 271 و 276.
[59801]:في طرة (ت).
[59802]:انظر: جامع البيان 24/52، وفيه رواية عن السدي فقط.
[59803]:انظر: جامع البيان 24/52.