بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (60)

{ وَقَالَ رَبُّكُمْ ادعوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ } قال الكلبي معناه : وحدوني ، أغفر لكم . وقال مقاتل : معناه : { وقال ربكم } لأهل الإيمان ، { ادعوني أستجب لكم } ، { إِنَّ الذين يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي } أي : عن توحيدي ، فلا يؤمنون بي ، ولا يطيعونني . { سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخرين } أي : صاغرين . ويقال : { وَقَالَ رَبُّكُمْ ادعوني } يعني : الدعاء بعينه : { أَسْتَجِبْ لَكُمْ } يعني : أستجب دعاءكم . وقال بعض المتأخرين : معناه ادعوني بلا غفلة ، أستجب لكم بلا مهلة . وقيل أيضاً : ادعوني بلا جفاء ، أستجب لكم بالوفاء . وقيل أيضاً : ادعوني بلا خطأ ، أستجب لكم مع العطاء . وروى النعمان بن بشير ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «إنَّ الدُّعَاءَ هُوَ العِبَادَةُ ، ثُمَّ قرأ : { وَقَالَ رَبُّكُمْ ادعوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الذين يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخرين } » قرأ ابن كثير ، وعاصم ، في رواية أبي بكر ، وإحدى الروايتين ، عن أبي عمرو : { سَيَدْخُلُونَ جهنم } بضم الياء ، ونصب الخاء على معنى فعل ما لم يسم فاعله ، وتكون جهنم مفعولاً ثانياً . والباقون : يدخلون بنصب الياء ، وضم الخاء ، على الإخبار عنهم بالفعل المستقبل ، على معنى سوف يدخلون .