الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَيَوۡمَ يُحۡشَرُ أَعۡدَآءُ ٱللَّهِ إِلَى ٱلنَّارِ فَهُمۡ يُوزَعُونَ} (19)

و{ أَعْدَاءُ الله } هم الكفار المخالفون لأمر اللَّه سبحانه ، و{ يُوزَعُونَ } معناه : يُكَفُّ أَوَّلُهُمْ حَبْساً على آخرهم ؛ قاله قتادة ، والسُّدِّيُّ ، وأهل اللغة ، وهذا وصف حال من أحوال الكفرة في بعض أوقات القيامة ، وذلك عند وصولهم إلى جَهَنَّمَ ، فإنَّه سبحانه يستقرهم عند ذلك على أنفسهم ، ويسألون سؤالَ توبيخ عن كُفْرهم فيجحدُونَ ، ويحسبون أَنْ لا شاهِدَ عليهِم ، ويطلبون شهيداً عليهم من أنفسهم ، وفي الحديث الصحيح : " أنَّ الْعَبْدَ يَعْنِي الكَافِرَ يَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَلَيْسَ وَعَدْتَنِي أَلاَّ تَظْلِمَنِي ؟ قَالَ : فَإنَّ ذَلِكَ لَكَ ، قَالَ : فَإنِّي لاَ أَقْبَلُ عَلَيَّ شَاهِداً إلاَّ مِنْ نَفْسِي ، قَالَ فَيُخْتَمُ على فِيهِ ، وَتَتَكلَّمُ أَرْكَانُهُ بِمَا كَانَ يَعْمَلُ ، قَالَ : فَيَقُولُ لَهُنَّ : بُعْداً لَكُنَّ ، وَسُحْقاً ، فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أَدَافِعُ " الحديثَ .