فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَيَوۡمَ يُحۡشَرُ أَعۡدَآءُ ٱللَّهِ إِلَى ٱلنَّارِ فَهُمۡ يُوزَعُونَ} (19)

ثم لما ذكر سبحانه ما عاقبهم به في الدنيا ذكر ما عاقبهم به في الآخرة ، فقال : { وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء الله إِلَى النار } ، وفي وصفهم بكونهم أعداء الله مبالغة في ذمهم ، والعامل في الظرف محذوف دلّ عليه ما بعده تقديره : يساق الناس يوم يحشر أو باذكر ، أي : اذكر يوم يحشرهم . قرأ الجمهور : { يحشر } بتحتية مضمومة ، ورفع أعداء على النيابة ، وقرأ نافع : " نحشر " بالنون ، ونصب أعداء ، ومعنى حشرهم إلى النار : سوقهم إليها ، أو إلى موقف الحساب ، لأنه يتبين عنده فريق الجنة وفريق النار { فَهُمْ يُوزَعُونَ } أي يحبس أوّلهم على آخرهم ؛ ليتلاحقوا ويجتمعوا ، كذا قال قتادة ، والسدّي وغيرهما ، وقد سبق تحقيق معناه في سورة النمل مستوفى .

/خ24