الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيۡنَٰهُمۡ فَٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡعَمَىٰ عَلَى ٱلۡهُدَىٰ فَأَخَذَتۡهُمۡ صَٰعِقَةُ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡهُونِ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (17)

وقوله تعالى : { فهديناهم } معناه : بَيَّنَّا لهم ؛ قاله ابن عَبَّاس وغيره ، وهذا كما هي الآن شريعةُ الإسلامُ مُبَيَّنَةٌ لليهودِ والنصارَى المُخْتَلِطِينَ بنا ، ولكِّنهم يعرضون ويشتغلون بالضِّدِّ ، فذلك استحباب العمى على الهدى ، و{ العذاب الهون } هو الذي معه هَوَانٌ وإذلالٌ ؛ قال أبو حَيَّان : الهون مصْدَرٌ بمعنى الهَوَانِ ، وُصِفَ به العذاب ، انتهى .