فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَيَوۡمَ يُحۡشَرُ أَعۡدَآءُ ٱللَّهِ إِلَى ٱلنَّارِ فَهُمۡ يُوزَعُونَ} (19)

ثم ذكر سبحانه ما عاقبهم به في الدنيا ذكر ما عاقبهم به في الآخرة فقال : { وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ } وصفهم بكونهم أعداء الله مبالغة في ذمهم ، وقيل المراد بهم الكفار مطلقا الأولين والآخرين ، أي أذكر لقريش المعاندين لك حال الكفار يوم القيامة ، لعلهم يرتدعوا وينزجروا ، ومعنى حشرهم إلى النار سوقهم إليها أو إلى موقف الحساب ، لأنه يتبين عنده فريق الجنة وفريق النار ، قرأ الجمهور يحشر بالتحتية مضمومة ورفع أعداء على النيابة ، وقرأ نافع بالنون ونصب أعداء .

{ فَهُمْ يُوزَعُونَ } أي يحبس أولهم على آخرهم ليتلاحقوا ويجتمعوا ، كذا قال قتادة والسدي وغيرهما ، وبه قال ابن عباس أي يستوقف سوابقهم حتى يلحق بهم تواليهم ، وهي عبارة عن كثرة أهل النار ، وأصله من وزعته أي كففته ، وقد سبق تحقيق معناه في سورة النمل مستوفى ، وعن ابن عباس قال : يدفعون ، وقيل يساقون .