الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَقُلۡ أَنذَرۡتُكُمۡ صَٰعِقَةٗ مِّثۡلَ صَٰعِقَةِ عَادٖ وَثَمُودَ} (13)

وقوله تعالى : { فَإِنْ أَعْرَضُواْ } يعني : قريشاً ، والعرب الذين دَعَوتَهُم إلى عبادة اللَّه تعالى عن هذه الآيات البَيِّنَات { فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صاعقة مِّثْلَ صاعقة عَادٍ وَثَمُودَ } وقرأ النَّخَعِيُّ وغيره : { صعقة } فيهما ، وهذه قراءة بَيِّنَةُ المعنى ؛ لأنَّ الصعقة الهلاكُ الوَحيُّ ، وأمَّا الأولى فهي تشبيهٌ بالصاعقةِ ، وهي الوقعة الشديدة من صوت الرعد ، فشُبِّهَتْ هنا وقعةُ العذاب بها ؛ لأنَّ عاداً لم تُعَذَّبْ إلاَّ بِرِيحٍ ، وإنَّما هذا تشبيهٌ واستعارة ، وعبارةُ الثعلبيِّ : { صاعقةٌ } أي : واقعةٌ وعقوبةٌ مِثْلُ صاعقةِ عَادٍ وثَمُودَ ، انتهى . قال ( ع ) : وَخَصَّ عاداً وثَمُودَ بالذِّكْر ؛ لوقوفِ قُرَيْشٍ على بلادها في اليمن وفي الحِجْرِ في طريق الشام .