الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۚ قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ أَن يُهۡلِكَ ٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَأُمَّهُۥ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗاۗ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (17)

قوله سبحانه : { قُلْ فَمَن يَمْلِكُ }[ المائدة :17 ] أيْ : لا مَالِكَ ، ولا رادَّ لإرادةِ اللَّه تعالى في المسيحِ ، ولا في غَيْرِهِ .

وقوله سبحانه : { يَخْلُقُ مَا يَشَاء } : إشارةٌ إلى خلقه المسيحَ في رَحِمِ مَرْيَمَ من غير والد ، بل اختراعاً ، كآدم عليه السلام .

وقوله تعالى : { والله على كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ } : عموم معناه الخصوص ، فيما عدا الذَّات ، والصفاتِ والمحالاتِ .