{ لقد كفر الذين قالوا إن الله هو } ضمير الفصل يفيد الحصر { المسيح بن مريم } قيل وقد قال بذلك طوائف النصارى ، وقال ابن عباس : هؤلاء نصارى نجران وهو مذهب اليعقوبية والملكانية من النصارى ، وقيل لم يقل به أحد منهم ولكن استلزم قولهم إن الله هو المسيح لا غيره وقد تقدم في آخر سورة النساء ما يكفي ويغني عن التكرار .
{ قل فمن يملك من الله شيئا } الاستفهام للتوبيخ والتقريع ، والملك الضبط والحفظ والقدرة من قولهم ملكت على فلان أي قدرت عليه أي فمن يقدر أن يمنع .
{ إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه } وإذا لم يقدر أحد أن يمنع من ذلك فلا إله إلا الله ولا رب غيره ولا معبود بحق سواه ، ولو كان المسيح إلها كما يزعم النصارى لكان له من الأمر شيء ولقدر أن يدفع عن نفسه أقل حال ، ولم يقدر على أن يدفع عن أمه الموت عند نزوله بها .
وتخصيصها بالذكر مع دخولها في العموم { ومن في الأرض جميعا } لكون الدفع منه عنها أولى وأحق من غيرها فهو إذا لم يقدر على الدفع عنها أعجز عن أن يدفع عن غيرهما ، وذكر من في الأرض للدلالة على شمول قدرته وأنه إذا أراد شيئا كان لا معارض له في أمره ، ولا مشارك في قضائه .
{ ولله ملك السماوات والأرض وما ينهما } أي ما بين النوعين من المخلوقات فإنها ملكه وأهلها عبيده ، وعيسى وأمه من جملة عبيده .
{ يخلق ما يشاء } جملة مستأنفة مسوقة لبيان أنه سبحانه خلق الخلق بحسب مشيئته من غير اعتراض عليه فيما خلق ، لأنه خلق آدم من غير أب وأم وخلق عيسى من أم بلا أب ، وخلق سائر الخلق من أب وأم { والله على كل شيء قدير } لا يستصعب عليه شيء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.