بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۚ قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ أَن يُهۡلِكَ ٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَأُمَّهُۥ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗاۗ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (17)

قوله تعالى : { لَّقَدْ كَفَرَ الذين قَالُواْ إِنَّ الله هُوَ المسيح ابن مَرْيَمَ } ثم قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم : { قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ الله شَيْئاً } يقول من يقدر أن يمنع من عذاب الله شيئاً { إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ المسيح ابن مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن في الأرض جَمِيعاً } يعني : لو أراد الله أن يهلك عيسى وأمه وجميع الخلق ، ولا يقدر عيسى على ردّ ذلك ، فكيف يكون إلهاً وهو لا يقدر على دفع الهلاك عن نفسه . ثم قال : { وَللَّهِ مُلْكُ السماوات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا } يعني خزائن السموات والأرض ، وجميع الخلق عبيده وإماؤه وحكمه نافذ فيهم . ثم قال : { يَخْلُقُ مَا يَشَاء } لأن نصارى أهل نجران كانوا يقولون : لو كان عيسى بشراً كان له أب ، فأخبر الله تعالى على أنه قادر على أن يخلق خلقاً بغير أب { والله على كُلّ شَيْء قَدِيرٌ } من خلق عيسى وغيره .