الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۚ قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ أَن يُهۡلِكَ ٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَأُمَّهُۥ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗاۗ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (17)

قوله : ( لَّقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَّمْلِكُ ) الآية [ 19 ] .

معنى الآية أنها ذمّ للنصارى في قولهم واحتجاج عليهم في قولهم( {[15319]} ) .

ومعنى ( قُلْ فَمَنْ يَّمْلِكُ ) أي : ( من )( {[15320]} ) يقدر ويطيق رد ما أراد الله عز وجل ، فلو كان المسيح إِلهاً ، لقدر على رد ما يأتيه من أمر الله سبحانه ، وفي عجزه( {[15321]} ) عن ذلك دليل على أنه ليس بإله ، إذ الإله لا يكون عاجزاً مقهوراً تلحقه الآفات ، فعيسى كسائر ولد آدم( {[15322]} ) .

قوله( {[15323]} ) تعالى : ( وَلِلهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ ) أي : تصريف ما فيهما وما بينهما( {[15324]} ) ، فهو يهلك من يشاء ويبقي من يشاء( {[15325]} ) . ( ووحّد )( {[15326]} ) الأرض ، لأنها تدل على النوع( {[15327]} ) .


[15319]:- انظر: تفسير الطبري 10/146.
[15320]:- ساقطة من ب ج د.
[15321]:- د: عجره.
[15322]:- انظر: تفسير الطبري 10/147.
[15323]:- ب ج د: ثم قال.
[15324]:- "والعرب إذا وحدوا جماعة في كلمة، ثم أشركوا بينها وبين واحد، جعلوا لفظ الكلمة التي وقع معناها على الجميع كالكلمة الواحدة" مجاز أبي عبيدة 1/159 و160.
[15325]:- انظر: تفسير الطبري 10/148.
[15326]:- ب: وحد. د: وواحد.
[15327]:- انظر: تفسير الطبري 10/148. جل السطور الأولى وبعض السطور الأخيرة منها مخروم.