قوله سبحانه : { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي . . . } [ الأنعام :162 ] .
أمْر من اللَّه عز وجل لنبيِّه عليه السلام أنْ يعلن بأنَّ مقصده في صلاته ، وطاعتِهِ من ذبيحة وغيرها ، وتصرفَهُ مدَّةَ حياتِهِ ، وحالهُ من إخلاصٍ وإيمانٍ عند مماته إنما هو للَّه عزَّ وجلَّ ، وإرادةِ وجهه ، وطَلَبِ رضاه ، وفي إعلان النبيِّ صلى الله عليه وسلم بهذه المقالة ما يلزمُ المؤمنين التأسِّي به ، حتى يلتزموا في جميع أعمالهم قَصْدَ وجه اللَّه عزَّ وجلَّ ، ويحتمل أن يريد بهذه المقالة ، أنَّ صلاته ونسكه وحياته ومماته بِيَدِ اللَّه عزَّ وجلَّ ، واللَّه يصرفه في جميع ذلك كَيْفَ شاء سبحانه ، ويكون قوله : { وبذلك أُمِرْتُ }[ الأنعام :163 ] ، على هذا التأويل راجعاً إلى قوله : { لاَ شَرِيكَ لَهُ } فقطْ ، أو راجعاً إلى القول ، وعلى التأويل الأول ، يرجع إلى جميع ما ذُكِرَ من صلاة وغيرها ، وقالتْ فرقة : النُّسُكُ ، في هذه الآية : الذبائح .
قال ( ع ) : ويُحَسِّن تخصيصَ الذبيحة بالذِّكْر في هذه الآية ، أنها نازلةٌ قد تقدَّم ذكرها ، والجَدَل فيها في السُّورة ، وقالتْ فرقة : النسك ، في هذه الآية : جميع أعمال الطاعاتِ ، مِنْ قولك : نَسَكَ فُلاَنٌ ، فَهُوَ نَاسِكٌ ، إذا تعبَّد ، وقرأ السبعة سوى نافع : «وَمَحْيَايَ » بفتح الياء ، وقرأ نافع وحده : «وَمَحْيَايْ » بسكون الياء ، قال أبو حَيَّان : وفيه جمع بين ساكنَيْنِ ، وسوَّغ ذلك ما في الألفِ من المَدِّ القائمِ مَقَام الحركَة ، انتهى . وقوله : { وأنا أول المسلمين } ، أي : من هذه الأمة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.