الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{الٓمٓصٓ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الأعراف مكية كلها ، قاله الضحاك وغيره ، وقال مقاتل : هي مكية إلا قوله سبحانه : { واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر } إلى قوله : { من ظهورهم ذريتهم } فإن هذه الآيات مدنية .

قوله جَلَّتْ عظمتُهُ : { المص كتاب أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وذكرى لِلْمُؤْمِنِينَ } [ الأعراف :1-2 ] .

تقدم القول في تَفْسِيرِ الحروف المقطعة في أوائل السور ، والحَرَجُ : الضيقُ ، ومنه : الحَرِجَةُ ، الشجر الملتف الذي قد تَضَايَقَ ، والحرج هاهنا يعم الشَّك ، والخوف ، والهم ، وكلَ ما يَضِيقُ الصدر ، والضمير في { منه } عائد على الكتاب ، أي : بسبب من أسبابه .

وقوله سبحانه : { فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ } اعتراض في أثناء الكلام ، ولذلك قال بعض الناس : إن فيه تَقْدِيماً وتأخيراً .

وقوله : { وذكرى } معناه تَذْكرة وإِرشاد .