الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلَا تَقۡرَبُواْ مَالَ ٱلۡيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ أَشُدَّهُۥۚ وَأَوۡفُواْ ٱلۡكَيۡلَ وَٱلۡمِيزَانَ بِٱلۡقِسۡطِۖ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۖ وَإِذَا قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُواْ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۖ وَبِعَهۡدِ ٱللَّهِ أَوۡفُواْۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ} (152)

قوله سبحانه : { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ اليتيم إِلاَّ بالتي هِيَ أَحْسَنُ }[ الأنعام :152 ] . قال مجاهد : { التي هِيَ أَحْسَنُ } : التجارة فيه ، والأَشُدُّ هنا : الحَزْمُ والنظرُ في الأمور وحُسْنُ التصرُّف فيها ، وليس هذا بالأَشُدِّ المقرونِ بالأربعين ، بل هذا يكون مع صِغَر السِّنِّ في ناسٍ كثيرٍ .

وقوله سبحانه : { وَأَوْفُواْ الكيل والميزان } : أمر بالاعتدال .

وقوله سبحانه : { لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } : يقتضي أن هذه الأوامر إنما هِيَ فيما يقع تَحْتَ قُدْرة البَشَر من التحفُّظ والتحرُّز .

وقوله تعالى : { وَإِذَا قُلْتُمْ فاعدلوا } : يتضمَّن الشهاداتِ والأحكامَ والتوسُّطَ بيْنَ الناسِ وغيْرَ ذلك ، أي : ولو كان ميل الحقِّ على قراباتكم .