قوله سبحانه : { قُلْ أَغَيْرَ الله أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ . . . } [ الأنعام :164 ] .
حكى النَّقَّاش أنه روي أنَّ الكُفَّار قالوا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : ارجع يا محمَّد إلى ديننا ، واعبد آلهتنا ، واترك ما أنت عليه ، ونحن نتكفَّل لك بكلِّ تباعة تتوقَّعها في دُنْيَاك وآخرتك ، فنزلَتْ هذه الآية ، وهي استفهام يقتضي التوبيخَ لهم ، و{ أَبْغِي } : معناه أَطْلُبْ ، فكأنه قال : أفَيَحْسُنُ عندكم أن أَطْلُبَ إلهاً غير اللَّه الذي هو رَبُّ كلِّ شيء ، وما ذكَرْتُم من كَفَالَتِكُمْ باطلٌ ليس الأمرُ كما تظُنُّون ، فلا تَكْسِبُ كلُّ نفس من الشَّرِّ والإثم إلا عليها وحْدها ، { وَلاَ تَزِرُ } ، أي : تحملُ { وازرة } ، أي : حاملةٌ حمل أخرى وثقلها ، و«الوِزْر » : أصله الثقل ، ثم استعمل في الإثم ، تجوُّزاً واستعارة ، { ثُمَّ إلى رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ } : تهديد ووعيد ، وقوله : { فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } ، أي : في أمري في قول بعضكم : هو سَاحِرٌ ، وبعضكم : هو شاعرٌ ، إلى غير ذلك ، قاله بعض المتأوِّلين ، وهذا التأويلُ يَحْسُنُ في هذا الموضع ، وإن كان اللفظ يعمُّ جميع أنواع الاختلافاتِ بَيْن الأديان والمِلَلِ والمَذَاهِب وغَيْرِ ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.