الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{يُبَصَّرُونَهُمۡۚ يَوَدُّ ٱلۡمُجۡرِمُ لَوۡ يَفۡتَدِي مِنۡ عَذَابِ يَوۡمِئِذِۭ بِبَنِيهِ} (11)

قال الفخرُ : قوله تعالى : { يُبَصَّرُونَهُمْ } تقول : بَصَّرَني زيدٌ كَذَا ، وبَصَّرَنيِ بِكَذَا ، فإذا بَنَيْتَ الفِعل للمَفْعُولِ وحَذَفْتَ الجارَّ ، قلتَ : بُصِّرْتُ زَيْداً ، وهكذا معنى : { يُبَصَّرُونَهُمْ } وكأَنَّه لما قال : { وَلاَ يَسْألُ حَمِيمٌ حَمِيماً } قيل : لعله لاَ يُبْصِرُه ؛ فَقَال : { يُبَصَّرُونَهُمْ } ولَكِنْ لاِشْتِغَالِهم بأنفسِهم لا يَتَمَكَّنُونَ من تساؤلهِم ، انتهى . وقرأ ابن كثير بخلافٍ عنه : ( ولاَ يُسْيَلُ ) عَلَى بِنَاءِ الفعلِ للمفعول ، فالمعنى : وَلاَ يُسْأَلُ إحْضَارَهُ ؛ لأنَّ كلَّ مُجْرِمٍ له سِيمَا يُعْرَفُ بها ، كما أنَّ كُلَّ مُؤْمِنٍ لَهُ سِيمَا خَيْرٍ .