الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{قُتِلَ ٱلۡإِنسَٰنُ مَآ أَكۡفَرَهُۥ} (17)

{ قُتِلَ الإنسان } دعاء عليه ، وهي من أشنع دعواتهم لأنّ القتل قصارى شدائد الدنيا وفظائعها . و { مَا أَكْفَرَهُ } تعجب من إفراطه في كفران نعمة الله ، ولا ترى أسلوباً أغلظ منه ، ولا أخشن مساً ، ولا أدل على سخط ، ولا أبعد شوطاً في المذمة ، مع تقارب طرفيه ، ولا أجمع للأئمة على قصر متنه ثم أخذ في وصف حاله من ابتداء حدوثه ، إلى أن انتهى وما هو مغمور فيه من أصول النعم وفروعها . وما هو غارز فيه رأسه من الكفران والغمط وقلة الالتفات إلى ما يتقلب فيه وإلى ما يجب عليه من القيام بالشكر .