الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُتِلَ ٱلۡإِنسَٰنُ مَآ أَكۡفَرَهُۥ} (17)

- ثم قال تعالى : ( قتل الإنسان ما أكفره )

أي : لعن الكافر [ و ] {[73736]} أهلك ، ما {[73737]} الذي أكفره مع ظهور الآيات وبيا ( ن الحق ) {[73738]} ؟ ف ( ما ) : استفهام على طريق التوبيخ والتقرير {[73739]} .

وقيل {[73740]} إنها نزلت في عتبة بن أبي لهب {[73741]} ، كان قد آمن ، فلما نزلت سورة ( والنجم ) ارتد فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقتله الأسد في قصة طويلة {[73742]} .

وقيل : ( ما ) : تعجب ، أي : هو ممن يقال فيه : ما أكفره إذ تمادى على كفره مع ظهور الآيات والحجج {[73743]} .

قال {[73744]} مجاهد : كل شيء في القرآن " قتل الإنسان " أو " فعل الإنسان " فإنما عنى به الكافر ، وكل " قُتِل " في القرآن [ فمعناه ] {[73745]} لعن {[73746]} .


[73736]:زيادة من أ، ث.
[73737]:ث: مع.
[73738]:ساقط من ث.
[73739]:ذكر الماوردي في تفسيره: 4/401 معنى الاستفهام هنا عن السدي ويحيى بن سلام. وانظره عن السدي أيضاً في زاد المسير 9/31. وهو أحد وجهين حكاهما الأخفش في معانيه 2/730 والطّبري في جامع البيان 30/54.
[73740]:أ: قيل.
[73741]:هو قول ابن عباس في تفسير القرطبي 19/217 وقول مقاتل في زاد المسير 9/30.
[73742]:انظر: تفصيل القول عن هذه القصة في ص: 855 من هذا التفسير.
[73743]:هو الوجه الثاني من حكاية الأخفش في معانيه 2/730 والقول الثاني للفراء في معانيه 3/237 والطبري أيضاً في جامع البيان 30/54.
[73744]:أ: وقال.
[73745]:م، ث: معناه.
[73746]:انظر: جامع البيان 30/54 وتفسير القرطبي 19/217 والدر 8/419 وليس في هذه المصادر عن مجاهد: "كل قتل في القرآن فمعناه لعن"، إنما ذكره النحاس عنه في القطع: 763.