المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{قُتِلَ ٱلۡإِنسَٰنُ مَآ أَكۡفَرَهُۥ} (17)

وقوله تعالى : { قتل الإنسان ما أكفره } دعاء على اسم الجنس وهم عموم يراد به الخصوص ، والمعنى : قتل الإنسان الكافر ، ومعنى { قتل } أي هو أهل أن يدعى عليه بهذا ، وقال مجاهد : { قتل } بمعنى لعن ، وهذا تحكم ، وقوله تعالى : { ما أكفره } يحتمل معنى التعجب ، ويحتمل معنى الاستفهام توقيفاً أي أيّ شيء { أكفره } أي جعله كافراً ، وقيل إن هذه الآية نزلت في عتبة بن أبي لهب ، وذلك أنه غاضب أباه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ثم إن أباه استصلحه وأعطاه مالاً وجهزه إلى الشام ، فبعث عتبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : إني كافر برب النجم إذا هوى ، فيروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

«اللهم ابعث عليه كلبك حتى يأكله » ويروى أنه قال : «ما يخاف أن يرسل عليك كلبه » ، ثم إن عتبة خرج في سفرة فجاء الأسد فأكله من بين رفاقه{[11625]} .


[11625]:قال الإمام السيوطي في الدر المنثور: "أخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله: (قتل الإنسان ما أكفره) قال: نزلت في عتبة بن أبي لهب حين قال: "كفرت برب النجم إذا هوى، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فأخذه الأسد بطريق الشام". وروى الضحاك هذا الخبر عن ابن عباس رضي الله عنهما، وذكر ذلك القرطبي.