الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ أَعۡظَمُ دَرَجَةً عِندَ ٱللَّهِۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ} (20)

وقوله سبحانه : { الذين آمَنُوا وَهَاجَرُوا وجاهدوا فِى سَبِيلِ الله بأموالهم وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ الله } [ التوبة : 20 ] .

لما حكم سبحانه في الآية المتقدِّمة بأن الصِّنفين لا يستوون ، بيَّن ذلك في هذه الآية الأخيرة ، وأوضحه ، فعدَّد الإِيمان والهجرة والجهاد بالمال والنفْس ، وحَكَم عَلَى أنَّ أهل هذه الخصالِ أَعظمُ درجةً عند اللَّه مِنْ جميع الخَلْقِ ، ثم حَكَمَ لهم بالفَوْزِ بِرَحْمَتِهِ ورضْوانه ، والفَوْزُ : بلوغُ البُغْيَةْ ، إمَّا في نيل رَغِيبَة ، أو نجاةٍ من هَلَكَة ، ويَنْظُرُ إِلى معنَى هذه الآية الحديثُ : ( دَعُوا لي أَصْحَابِي ؛ فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً ، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نِصِيفَهُ ) ؛ ولأن أصحاب هذه الخِصَال علَى سيوفهم انبنى الإِسلام ، وتمهَّد الشرْعُ .