الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَـٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ} (18)

( ت ) زاد ابن الخَطِيبِ في روايته : «فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : { إِنَّمَا يَعْمُرُ مساجد الله مَنْ آمَنَ بالله واليوم الأخر } انتهى من ترجمة محمَّد بنِ عبدِ اللَّهِ ، وفي الحديثِ عَنْه صلى الله عليه وسلم ؛ أَنَّهُ قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ ضَمِنَ لِمَنْ كَانَتْ المَسَاجِدُ بَيْتَهُ الأَمْنَ ، والأَمَانَ ، وَالجَوَازَ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ القِيَامَةِ ) خَرَّجه عليُّ بن عبد العزيز البَغَوِّيُّ في «المُسْنَد المُنْتَخَب » له ، وروى البغويُّ أيضاً في هذا «المسند » ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ؛ أَنَّهُ قَالَ : ( إِذَا أَوْطَنَ الرَّجُلُ المَسَاجِدَ بِالصَّلاَةِ ، وَالذِّكْرِ ، تَبَشْبَش اللَّهُ لَهُ كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الغَائِبِ لِغَائِبِهمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ ) انتهى من «الكَوْكَب الدُّرِّيِّ » . قيل : ومعنى «يَتَبَشْبَشُ » : أي يفرح به .

وقوله سبحانه : { وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ الله } .

يريد : خشيةَ التعظيمِ والعبادةِ ، وهذه مرتبةُ العَدْل من الناس ، ولا محالة أَنَّ الإِنسان يخشَى غيره ، ويخشَى المحاذيرَ الدنياويَّة ، وينبغي أن يخشَى في ذلك كلِّه قضاءَ اللَّهِ وتصريفَهُ .