وقوله تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) قوله : ( آمنوا ) أي صدقوا رسول الله في جميع ما يخبر عن الله أنه صادق ، وفي جميع ما دعاهم[ في الأصل وم : دعا ] إليه ، وأمرهم به ، ونهاهم عنه أنه محق . وإلا كانوا مؤمنين بالله لقولهم[ في الأصل وم : كقولهم ] : ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )[ الزمر : 3 ] وقولهم : ( هؤلاء شفعاؤنا عند الله )[ يونس : 18 ] كانوا مؤمنين بالله ، لكنهم يكذبون للرسل ولرسالتهم .
[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وهاجروا ) أي فارقوا آباءهم وإخوانهم وعشيرتهم وأموالهم ومنازلهم وبلدهم ؛ هاجروا ، [ وتركوا ][ ساقطة من الأصل وم ] جميع ما تحبه أنفسهم ، وتهواه ، وتميل إليه القلوب ، ما ذكر في الآية التي تلي[ في الأصل وم : تتلو ] هذه الآية[ الآية المقصودة/24 ] .
وفارقوا ذلك الكل إشفاقا على دينهم ليسلم ما لو أعطوا قبل الإسلام الدنيا ، وما فيها ، إذ وعدوا بكل وعيد وخوف ، ما فارقوا آباءهم وإخوانهم وعشائرهم وأولادهم الذين ذكر في الآية .
ثم إذا أسلموا فارقوهم ، وأجابوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ابتغاء مرضاة الله وطلبا لرضوانه ليعلم عظم قدر الدين في قلوبهم وخطير منزلته عندهم ، وليعلم[ الواو ساقطة من الأصل وم ] أن محن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم وأشد من محننا ؛ لأن محنهم كانت على خلاف عادتهم وخلاف ما طبعوا ؛ لأن الإنسان على حب ما ذكرنا مجبول عليه ، فهم مع ذلك تركوا ، وفارقوا ذلك ، وتحملوا كراهة ذلك ابتغاء مرضاة ربهم .
وأما محننا فإنها على [ ما ][ ساقطة من الأصل وم ] سبق من العادة ، فهو أهون وأيسر .
وقوله تعالى : ( وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ) أي بذلوا لله ألذ الأشياء وأحبها من[ في الأصل وم : بين ] الأموال والأنفس .
وقوله تعالى : ( أعظم درجة عند الله ) قال بعض أهل التأويل : من صدق بتوحيد الله ، وهاجر إلى المدينة ، وجاهد العدو [ بأمواله ونفسه ][ في الأصل وم : بأموالهم وأنفسهم ] ( أعظم درجة عند الله ) من الذي افتخر بعمران البيت وسقاية الحاج ، وهم كفار [ ولذلك قال ][ في الأصل وم : وكذلك قالوا ] : ( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) ( لا يستوون عند الله ) ولكن الوجه في ذلك عندنا ومعنى المقابلة أولئك [ الذين ][ من م ، ساقطة من الأصل ] ذكر أعظم درجة عند الله من الذين أسلموا ، ونخعوا[ من م ، في الأصل : ويحقوا ] .
وقوله تعالى : ( أولئك هم الفائزون ) الفوز هو الظفر في اللغة ؛ أي أولئك هم الفائزون[ في الأصل وم : الكافرون ] بنعيم اله وكرامته ، والناجون من عذاب الله ونقمته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.