وقوله سبحانه : { قاتلوهم يُعَذِّبْهُمُ الله بِأَيْدِيكُمْ } [ التوبة : 14 ] .
قرّرت الآياتُ قبلها أفعالَ الكَفَرة ، ثم حضَّ على القتال مقترناً بذنوبهم ؛ لتنبعث الحميَّة مع ذلك ، ثم جزم الأمْرَ بقتالِهِمْ في هذه الآيةَ مقترناً بوَعْدٍ وكِيدٍ يتضمَّن النصْرَ عَلَيْهِم ، والظَّفَرَ بهم .
وقوله سبحانه : { يُعَذِّبْهُمُ الله بِأَيْدِيكُمْ } ، معناه : بالقتل والأسر ، و{ وَيُخْزِهِمْ } ، معناه : يذلَّهم علَى ذنوبهم ، يقال : خَزِيَ الرجُلُ يَخْزَى خَزْياً ، إِذا ذَلَّ من حيثُ وَقَعَ في عَارٍ ، وأَخْزَاهُ غيره ، وخزي يخزى خزاية إذا استحيى ، وأما قوله تعالى : { وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ } ، فيحتمل أنْ يريد جماعةَ المؤمنين ، لأن كلَّ ما يهدي من الكُفْرِ هو شفاءٌ مِنْ هَمِّ صدور المؤمنين ، ويحتمل أنْ يريد تخصيصَ قومٍ من المؤمنين ، وروي أنهم خُزَاعَةْ ؛ قاله مجاهدٌ والسُّدِّيُّ ، ووجْه تخصيصهم أنهم الذين نُقِضَ فيهم العهدُ ، ونالتهم الحربُ ، وكان يومئذٍ في خُزَاعَةَ مؤمنين كثير ؛ ويقتضي ذلك قولُ الخزاعيِّ المستَنْصِرِ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم : [ الرجز ]
ثُمَّتَ أَسْلَمْنَا فَلَمْ نَنْزِعْ يَدَا ***
وَقَتَّلُونَا رُكَّعاً وَسُجَّدَا ***
وقرأ جمهور الناس : و{ يَتُوبُ } [ التوبة : 15 ] بالرفع على القطْع مما قبله ، والمعنَى أن الآية استأنفت الخبر بأنه قد يَتُوبُ على بعض هؤلاء الكَفَرة الذين أَمَرَ بقتالهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.