الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تُتۡرَكُواْ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَلَمۡ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَا رَسُولِهِۦ وَلَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَلِيجَةٗۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (16)

وقوله عز وجل : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ الله الذين جاهدوا مِنكُمْ } [ التوبة : 16 ] .

خطابٌ للمؤمنين ؛ كقوله : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الجنة } [ البقرة : 214 ] ومعنى الآية : أظننتم أن تتركوا دون اختبار وامتحانٍ ، والمراد بقوله : { وَلَمَّا يَعْلَمِ الله } ، أي : لما يعلم اللَّه ذلك موْجُوداً ؛ كما عَلِمَهُ أَزلاً بشرط الوجود ، وليس يَحْدُثُ له علْم تبارك وتعالى عن ذلك ، و{ وَلِيجَةً } : معناه : بِطَانَة ودَخِيلة ، وهو مأخوذ من الوُلُوج ، فالمعنى : أَمْراً باطناً مما يُنْكَر ، وفي الآيةِ طَعْنٌ على المنافقين الذين اتخذوا الوَلاَئِجَ ، قال الفَخْر : قال أبو عُبَيْدَة : ( كلّ شيءٍ أدخلْتَه في شيءٍ ليس منه ، فهو وَلِيجةٌ ) ، وأصله من الوُلُوج ، قال الواحديُّ يقال : هو وَلِيجَةٌ ، للواحدِ والجمع . انتهى .