غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ أَعۡظَمُ دَرَجَةً عِندَ ٱللَّهِۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ} (20)

17

ثم صرح بالفريق الفاضل فقال { الذين آمنوا } الآية . ثم من قال إن الفريقين المتناظرين كافر ومؤمن أورد عليه أن قوله { أعظم درجة } وجب أن يكون للمفضول أيضاً درجة ولكنه ليس للكافر درجة . وأجيب بأن هذا وارد على حسب ما كانوا يقدرونه لأنفسهم من الدرجة والفضيلة نظيره قوله { أذلك خير نزلاً أم شجرة الزقوم } أو المراد أنهم أعظم درجة من كل من لم يكن موصوفاً بالهجرة ولا الجهاد وإن كان مؤمناً فضلاً عن الكافر . أو المراد ترجيح الإيمان والهجرة والجهاد على السقاية والعمارة . ولا شك أنهما من أعمال الخير وموجبان للثواب لولا الكفر . وفي قوله { عند الله } تشريف عظيم لقوله { ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته } وكذا في قوله { وأولئك هم الفائزون } لدلالته على انحصار الفوز فيهم .

/خ28