فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّـٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (257)

{ الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور } ربنا الواحد البر الرحيم نصير المؤمنين وظهيرهم يتولاهم بتوفيقه ويخرجهم{[806]} من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام- مبصرهم حقيقة الإيمان وسبله وشرائعه وحججه وهاديهم فموفقهم لأدلته المزيلة عنهم الشكوك بكشفه عنهم دواعي الكفر وظلم سواتر أبصار القلوب-{[807]} . { والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } وأهل الجحود والكفر يتولاهم المضلون عن الحق لينهمكوا في الغي ويزدادوا نفورا عن الرشد وهؤلاء هم ملابسو النار وملازموها ، ويمكثون فيها أبدا .


[806]:والإخراج يشتمل الكافر إذا آمن والمؤمن الأصلي ولا يبعد أن يقال: يخرجهم إلى النور من الظلمات وإن لم يكونوا في الظلمات البتة فإن العبد لو خلا عن توفيقه تعالى لحظة لوقع في ظلمات الجهالات والضلالات فصار توفيقه تعالى سببا لدفع تلك الظلمات عنه وبين الدفع والرفع تشابه ومثله قوله {وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها} ومعلوم أنهم ما كانوا قط في النار ويروى أنه سمع إنسانا قال أشهد أن لا إله إلا الله فقال على الفطرة فلما قال أشهد أن محمدا رسول الله قال(خرج من النار) ومعلوم أنه ما كان فيها. مما أورد النيسابوري.
[807]:من جامع البيان.