{ مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة } عن السدي : هذا لمن أنفق في سبيل الله فله سبعمائة ، وعن ابن زيد : هذا الذي ينفق على نفسه في سبيل الله ويخرج ، وعن الربيع من بايع النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة ، ورابط مع النبي بالمدينة ، ولم يلق وجها إلا بإذنه ، كانت الحسنة له بسبعمائة ضعف ومن بايع على الإسلام كانت الحسنة له عشر أمثالها ؛ -وهذه الآية مردودة إلى قوله { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون } والآيات التي بعدها إلى قوله { مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله } من قصص بني إسرائيل وخبرهم مع طالوت وجالوت وما بعد ذلك من نبإ الذي حاج إبراهيم مع إبراهيم ، وأمر الذي مر على القرية الخاوية على عروشها وقصة إبراهيم ومسألته ربه ما سأل مما قد ذكرناه من قبل ، اعتراض من الله تعالى ذكره بما اعترض به من قصصهم بين ذلك ، احتجاجا منه ببعضه على المشركين الذين كانوا يكذبون بالبعث وقيام الساعة وحضا منه ببعضه للمؤمنين على الجهاد في سبيله الذي أمرهم به في قوله { وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم } يعرفهم فيه أنه ناصرهم وإن قل عددهم وكثر عدد عدوهم ويعدهم النصرة عليهم ويعلمهم سنته فيمن كان على منهاجهم من ابتغاء رضوان الله أنه مؤيدهم ، وفيمن كان على سبيل أعدائهم من الكفار بأنه خاذلهم ومفرق جمعهم وموهن كيدهم وقطعا منه ببعضه عذر اليهود الذين كانوا بين ظهراني مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أطلع نبيه عليه من خفي أمورهم ومكتوم أسرار أوائلهم وأسلافهم التي لم يعلمها سواهم ، ليعلموا أن ما آتاهم به محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله وأنه ليس بتخرص ولا اختلاق وإعذارا منه به إلى أهل النفاق منه ليحذروا بشكهم في أمر محمد صلى الله عليه وسلم أن يحل بهم من بأسه وسطوته مثل الذي أحلهما بأسلافهم ، الذين كانوا في القرية التي أهلكها فتركها خاوية على عروشها ثم عاد تعالى ذكره إلى الخبر عن الذي يقرض{[811]} الله قرضا حسنا وما عنده من الثواب على قرضه فقال { مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله } يعني بذلك مثل الذين ينفقون أموالهم على أنفسهم في جهاد أعداء الله بأنفسهم وأموالهم كمثل حبة من حبات الحنطة أو الشعير أو غير ذلك من نبات الأرض التي تسنبل سنبلة بذرها زارع فأنبتت يعني فأخرجت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة ، يقول : فكذلك المنفق ماله على نفسه في سبيل الله أجره سبعمائة ضعف على الواحد من نفقته- {[812]} في صحيح البيان عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رجلا تصدق بناقة مخطومة في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لتأتين يوم القيامة بسبعمائة ناقة مخطومة ) وفي رواية بلفظ : جاء رجل بناقة مخطومة فقال : يا رسول الله هذه في سبيل الله فقال ( لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة ) [ { والله يضاعف } أي تلك المضاعفة { لمن يشاء } لا لكل منفق لتفاوت أحوال المنفقين في الإخلاص أو يضاعف بسبعمائة ويزيد عليها أضعافا لمن يستحق ذلك في مشيئته ]{[813]} ؛ { والله واسع } فضله يتسع وليس له حد ففيضه أكثر من خلقه { عليم } من يستحق منهم الزيادة عليم بما ينفق الذين ينفقون أموالهم في طاعته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.