الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِنَّآ ءَامَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغۡفِرَ لَنَا خَطَٰيَٰنَا وَمَآ أَكۡرَهۡتَنَا عَلَيۡهِ مِنَ ٱلسِّحۡرِۗ وَٱللَّهُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ} (73)

قوله : { وَمَآ أَكْرَهْتَنَا } : يجوز في " ما " هذه وجهان ، أحدهما : أنها موصولةٌ بمعنى الذي . وفي محلها احتمالان ، أحدهما : أنها منصوبةُ المحلِّ نَسَقاً على " خطايانا " اي : ليغفر لنا أيضاً الذي أكرهتنا . والثاني من الاحتمالين : أنها مرفوعةُ المحلِّ على الابتداء والخبرُ محذوفٌ تقديرُه : والذي أكرَهْتَنا عليه مِنَ السحر محطوطٌ عنا ، أو لا نؤاخَذُ به ونحوُه .

والوجه الثاني : أنها نافيةٌ . قال أبو البقاء : " وفي الكلامِ تقديمٌ ، تقديرُه : ليغفر لنا خطايانا من/ السِّحرِ ، ولم تُكْرِهْنا عليه " وهذا بعيدٌ عن المعنى . والظاهرُ هو الأولُ .

و " من السحرِ " يجوزُ أَنْ يكونَ حالاً من الهاءِ في " عليه " أو من الموصولِ . ويجوزُ أن تكونَ لبيانِ الجنسِ .