فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّآ ءَامَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغۡفِرَ لَنَا خَطَٰيَٰنَا وَمَآ أَكۡرَهۡتَنَا عَلَيۡهِ مِنَ ٱلسِّحۡرِۗ وَٱللَّهُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ} (73)

{ إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا } التي سلفت منا من الكفر وغيره { و } يغفر لنا { ما } أي الذي { أكرهتنا عليه من } عمل { السحر } في معارضة موسى ف { ما } في محل نصب على المفعولية ، وقيل ما نافية ، قال النحاس : والأول أولى ، ويجوز أن تكون في محل رفع بالابتداء والخبر محذوف ، أي وما أكرهتنا عليه من السحر محطوط وموضوع عنا ، أو لا يؤاخذنا به ربنا . قال ابن عباس : أخذ فرعون أربعين غلاما من بني إسرائيل فأمر أن يعلموا السحر فتعلموا ، وقال علموهم تعليما لا يغلبهم أحد في الأرض ، فهم الذين آمنوا بموسى ، وقالوا هذا القول :

{ والله خير } منك ثوابا { وأبقى } منك عذابا . قال محمد ابن كعب القرظي : خير منك إن أطيع وأبقى منك عذابا إن عصي ، وهذا رد لقوله : { ولتعلمن أينا } الخ حيث كان مراده نفسه .