{ وتقطعوا أمرهم بينهم } وجعل المكلفون أمر دينهم فيما بينهم قطعا ، فذهب فريق إلى الوثنية ، ومضى آخرون إلى اليهودية ، وتواصى غيرهم بالصليبية ؛ { كل إلينا راجعون } كل هؤلاء مردودون إلينا ، وموقوفون بين يدينا ، وسنجزيهم الجزاء الأوفى ؛ وفي هذا بشرى للمؤمنين ، ونذير للغاوين الضالين ، { فمن يعمل الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون } وتفضيل الجزاء أن من صلح عمله ، وصدق يقينه ، فلا حرمان لثواب عمله ؛ وعدت الآية من آمن وعمل من الأعمال الصالحة فلن يضيع أجر سعيه الذي سعاه للبر والخير ؛ [ و{ من } للتبعيض لا للجنس ، إذ لا قدرة للمكلف أن يأتي بجميع الطاعات كلها فرضا أو نفلا ؛ وهو موحد مسلم ]{[2204]} ؛ وإن الكتبة الحفظة ملائكتنا لسعيه مثبتون في صحائف أعماله ، لا تغادر حفظتها صغيرة ولا كبيرة مما قدم في دنياه إلا أحصتها ؛ { وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون } عن ابن عباس ما حاصله : وحرام على قرية ختمنا على قلوب أهلها أن يتقبل منهم عمل ، لأن الله لا يتقبل إلا من المؤمنين ، أو : حرام على قرية حكمنا باستئصالها أن يقبل إيمانهم حين يحل بهم العذاب ، وذلك قوله تعالى : { فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا . . ){[2205]} ؛ أي لا يكون هذا أبدا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.