محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَتَقَطَّعُوٓاْ أَمۡرَهُم بَيۡنَهُمۡۖ كُلٌّ إِلَيۡنَا رَٰجِعُونَ} (93)

{ وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ } .

{ وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ } أي تفرق الناس في دينهم الذي أمرهم الله به ، ودعاهم إليه . فصاروا فيه أحزابا ومللا .

قال الزمخشري رحمه الله : والأصل ( وتقطعتم ) إلا أن الكلام صرف إلى الغيبة على طريقة الالتفات . كأنه ينعي عليهم ما أفسدوه ، إلى آخرين ، ويقبح عندهم فعلهم ، ويقول لهم : ألا ترون إلى عظيم ما ارتكب هؤلاء في دين الله ؟ والمعنى جعلوا أمر دينهم فيما بينهم قطعا ، كما يتورع الجماعة الشيء ويقتسمونه . فيطير لهذا نصيب ولذاك نصيب ، تمثيلا لاختلافهم فيه ، وصيرورتهم فرقا وأحزابا شتى . ثم توعدهم بأن هؤلاء الفرق المختلفة ، إليه يرجعون . فهو محاسبهم ومجازيهم ، المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته .