فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَتَقَطَّعُوٓاْ أَمۡرَهُم بَيۡنَهُمۡۖ كُلٌّ إِلَيۡنَا رَٰجِعُونَ} (93)

{ وتقطعوا أمرهم بينهم } أي تفرقوا فرقا في الدين حتى صاروا كالقطع المتفرقة . وقال الأخفش : اختلفوا فيه ، وهو القول الأول . قال الأزهري : أي تفرقوا في أمرهم ، فنصب أمرهم بحذف في والمقصود بالآية المشركون ، ذمهم الله بمخالفة الحق واتخاذهم آلهة من دون الله . وقيل المراد جميع الخلق وأنهم جعلوا أمرهم في أديانهم قطعا وقسموه بينهم ، فهذا موحد وهذا يهودي ، وهذا نصراني وهذا مجوسي وهذا عابد وثن ، ثم أخبر سبحانه بأن مرجع الجميع إليه فقال :

{ كل إلينا راجعون } أي كل واحد من هذه الفرق الثابت على دينه الحق ، والزائغ عنه إلى غيره راجع إلينا بالبعث لا إلى غيرنا