{ وما تكتمون } والذي تخفونه وتسترونه .
{ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ { 28 ) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ { 29 ) }
في الآية الكريمة السابقة وصانا ربنا تبارك وتعالى بالاستئناس والسلام قبل دخول بيوت ليست لنا ، وكأنما جاءت الآية على أثرها لتؤكد أنه إذا لم يؤذن لنا فلا حق للمستأذن في الدخول ، وإن طلب إليه أصحاب الدار أن يرجع فليرجع ، فذلك أطهر وأقوم سبيلا ، وأعون على ستر العورات وصون الحرمات ؛ ومولانا المعبود بحق يعلم المفسد من المصلح ، فلا يسترقن أحد السمع ، أو يختلس النظرة ، فإن الله يعلم خائنة الأعين .
{ ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم } يدفع الله تعالى الحرج ولم يحرم على عباده أن يدخلوا بيوتا ليست للسكنى فإن كانت خربة وأووا إليها في سفرهم ، أو لقضاء الحاجة ، فما هم بحاجة إلى الاستئذان قبل دخولها ، أما إذا كانت لغير السكنى كحوانيت التجار جاءوا ببيوعهم فجعلوها فيها وقالوا للناس هلم ، فقد ذهب الطبري والقرطبي إلى أنها محظورة بأموال الناس غير مباحة لكل من أراد دخولها . . ولا يدخلها إلا من أذن له ربها ، بل أربابها موكلون بدفع الناس ، وخالفهما ابن زيد والشعبي ، وكذا القاضي أبو بكر بن العربي فقال : أما من فسر المتاع بأنه جميع الانتفاع فقد طبق المفصل وجاء بالفيصل ، وبين أن الداخل فيها إنما هو لما له من الانتفاع ، الطالب يدخل في الخانكان وهي المدارس لطلب العلم ، والساكن يدخل الخانات وهي الفناتق ، أي الفنادق ، والزبون يدخل الدكان للابتياع ، والحاقن يدخل الخلاء للحاجة ، وكل يؤتى على وجهه من بابه . اه .
{ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون } وعيد لمن يدخل مدخلا من هذه المداخل لفساد أو اطلاع على عورات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.