فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱلَّذِينَ يُحۡشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُوْلَـٰٓئِكَ شَرّٞ مَّكَانٗا وَأَضَلُّ سَبِيلٗا} (34)

{ الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا34 } .

كأن هذه الآية الكريمة من تتمة معنى الآية المباركة الحادية والثلاثين ، فمن عاداك من المجرمين مجزى بما جوزي به أعداء إخوانك المرسلين ، يغلب المجرمون في الدنيا ويحق الله تعالى الحق بكلماته فينصر رسله والمؤمنين ، ويرد أعداء الله إلى النار في الآخرة ، فيسحبون ويجرون إليها على وجوههم ، ويلقون فيها مكبلين مقيدين بالأغلال والسلاسل ، وما أتعسه من مكان ، وما أشد الحيرة والضلال والخسران ، وذلك جزاء المكذبين : ) قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد( {[2578]} ، يقول القرطبي : ونظم الآية : ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق ، وأنت منصور عليهم بالحجج الواضحة ، وهم محشورون على وجوههم ، وعن ابن جرير-بسنده – عن قتادة : قوله : { الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم } قال : حدثنا أنس بن مالك أن رجلا قال : يا رسول الله ؟ كيف يحشر الكافر على وجهه ؟ قال : " الذي أمشاه على رجليه قادر على أن يمشيه على وجهه " .


[2578]:سورة آل عمران. الآية 12.