بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱلَّذِينَ يُحۡشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُوْلَـٰٓئِكَ شَرّٞ مَّكَانٗا وَأَضَلُّ سَبِيلٗا} (34)

ثم أخبرهم بمستقرهم في الآخرة فقال عز وجل : { الذين يُحْشَرُونَ على وُجُوهِهِمْ } يعني : يسحبون على وجوههم { إلى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً } يعني : منزلاً في النار وضيقاً في الدنيا { وَأَضَلُّ سَبِيلاً } يعني : أخطأ طريقاً ، وذلك أن كفار مكة قالوا : ما كان محمد وأصحابه أولى بهذا الأمر منا ، والله إنهم لشر خلق الله ، فأنزل الله عز وجل : { الذين يُحْشَرُونَ على وُجُوهِهِمْ } .

وروي في الخبر أن الناس يحشرون يوم القيامة على ثلاثة أصناف فصنف على النجائب ، وصنف على أرجلهم ، وصنف على وجوههم ، فقيل : يا رسول الله كيف يحشرون على وجوههم ؟ فقال : إن الذي أمشاهم على أقدامهم ، فهو قادر على أن يمشيهم على وجوههم ، فذلك قوله : { أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً } .