فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِذَا بَطَشۡتُم بَطَشۡتُمۡ جَبَّارِينَ} (130)

{ بطشتم } سطوتم ، وعسفتم ، وظلمتم .

{ جبارين } قتالين بغير حق ، غاشمين بلا رأفة .

{ وإذا بطشتم بطشتم جبارين } وإذا غضبتهم قتلتم وأسرفتم في إزهاق الأرواح ، وإسالة الدماء ، واستكبرتم عن الحق ، واستعليتم على الخلق ، وإذا أردتم السطوة عسفتم وظلمتم ، قتالين بغير حق ، غاشمين بلا رأفة ، نقل عن الحسن : أنه القتل من غير تثبت- والبطش يكون باليد وأقله الوكز والدفع ، ويليه السوط والعصا ، ويليه الحديد ، والكل مذموم إلا بحق ، والآية نزلت خبرا عمن تقدم من الأمم ، ووعظا من الله عز وجل لنا في مجانبة ذلك الفعل الذي ذمهم به وأنكره عليهم ، قلت : وهذه الأوصاف المذمومة قد صارت في كثير من هذه الأمة ، لا سيما بالديار المصرية منذ وليها البحرية ، فيبطشون بالناس بالسوط والعصا في غير حق ، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن ذلك يكون ، كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا و كذا " -{[2731]} .


[2731]:ما بين العارضتين مما جاء في الجامع لأحكام القرآن.