فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِن نَّشَأۡ نُنَزِّلۡ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ ءَايَةٗ فَظَلَّتۡ أَعۡنَٰقُهُمۡ لَهَا خَٰضِعِينَ} (4)

{ آية }معجزة ، وعلامة على قرب حلول بأسنا بمن كذب .

{ فظلت }فاستمرت .

{ خاضعين } خاضعة أعناقهم ، مذللة منقادة .

/خ3

{ إن نشأ } . . استئناف لتعليل الأمر بإشفاقه على نفسه صلى الله عليه وسلم . . . أي إن نشأ إيمانهم{ ننزل عليهم من السماء آية } ملجئة لهم إلى الإيمان ، قاسرة عليه ، كما نتق الجبل فوق بني إسرائيل . . { فظلت أعناقهم لها خاضعين }منقادين . . ، وقال ابن عباس ومجاهد وابن زيد والأخفش : الأعناق : الجماعات ، يقال : جاءني عنق من الناس أي جماعة ، والمعنى : ظلت جماعتهم أي جملتهم ]{[2629]}-

وقال آخرون : بل معنى ذلك : فظلت سادتهم وكبراؤهم للآية خاضعين . . . وقال أحب إلي . . أن يقال : إن الأعناق إذا خضعت فأربابها خاضعون ، فجعل الفعل أولا للأعناق ، ثم جعلت خاضعين للرجال . . -{[2630]} أو يكون ما ههنا على شاكلة ما جاء في الآية الكريمة : ) . . والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين( {[2631]}فحين جاء بعد الكواكب والشمس والقمر ضمير العقلاء [ هم ] قيل : )ساجدين( ، وهنا لما وصفت الأعناق بالخضوع الذي هو للعقلاء قيل : { خاضعين }


[2629]:ما بين العلامتين[ ] مما أورد الألوسي.
[2630]:ما بين العارضتين نقله ابن جرير الطبري.
[2631]:سورة يوسف. من الآية 4.